عينة البحث العلمي

طريقة اقتباس المقال الحالي:
محمد تيسير، "عينة البحث العلمي،" في المؤسسة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، تم الاسترداد بتاريخ (03/18/2024)، من (https://blog.ajsrp.com/?p=7732).
عينة البحث العلمي

ما هي عينة البحث العلمي؟

 

تُعرَّف عينة البحث العلمي على أنها مجموعة محدودة من الأفراد يختارهم الباحث من مجموعة أكبر، باستخدام طريقة اختيار محددة مسبقاً، وتعد طريقة جمع العينات واختبارها من أكثر الطرق فعالية لإجراء البحوث، حيث أن من المستحيل أن يقوم الباحث بإجراء دراسته على المجموعة الكبرى من الأفراد والتي تعرف باسم مجتمع الدراسة، لذلك يقوم باختيار مجموعة محددة منهم، وتسمى هذه المجموعة بالعينة.

وبعد أن يقوم الباحث بدراسة عينة البحث العلمي، يمكنه بعد ذلك أن يعمم النتائج التي توصل إليها على مجتمع الدراسة بشكل كامل، حيث أن البيانات التي قدمها أفراد العينة تمثل بصدق وموضوعية آراء وتوجهات مجتمع الدراسة، خاصة إذا تم اختيار عينة البحث العلمي بالطريقة العشوائية.

 

مثال على أخذ العينات: إذا أراد الباحث أن يجري دراسة هدفها الكشف عن علاقة الهجرة بالنسيج الاجتماعي المفكك في مجتمع ما، سيكون من الصعب جداً أن يقوم الباحث بدراسة جميع أفراد المجتمع، حيث أنه سيستغرق وقتاً طويلاً، وسيتكبد تكاليف كبيرة، وفي النهاية سيحصل على بيانات ضخمة من الصعب أن يتم تحليلها بدقة وموضوعية، لذلك يجب أن يختار الباحث عينة محددة من ذلك المجتمع ويطبق عليهم أداة الدراسة التي سيحصل من خلالها على البيانات المرجوة لتحقيق أهداف الدراسة بعد تحليل تلك البيانات إحصائياً، وبذلك سيضمن نتائجاً دقيقة، يمكن تعميمها على ذلك المجتمع، أو حتى على مجتمعات أخرى مشابهة.

 

وتعتبر طريقة أخذ العينات من أكثر الطرق المستخدمة في إجراء أبحاث السوق (Market Research) التي تهدف إلى دراسة آراء الزبائن وأحوال الشركات، والمنافسين، بهدف تحسين وتطوير الخدمات التي تقدمها شركة ما، وعادة ما يكون مجتمع الدراسة في أبحاث السوق ضخم جداً، لذلك يقوم الباحثون باعتماد أساليب أخذ العينات، وجمع البيانات منها للوصول إلى نتائج دقيقة.

 

أنواع العينات: (منهجيات اختيار عينة البحث العلمي)

 

تشكل عملية أخذ العينات جزءًا لا يتجزأ من تصميم البحث، حيث أنها توفر البيانات الكمية والبيانات النوعية التي يمكن جمعها كجزء أساسي من الدراسة، وتنقسم طرق أخذ أو اختيار عينة البحث العلمي إلى نوعين، وهما: طرق أخذ العينات الاحتمالية، وطرق أخذ العينات غير الاحتمالية، وفيما يلي شرح لهذين النوعين بشكل موسع.

 

أولاً: أخذ العينات الاحتمالية (العشوائية).

 

هي طريقة لاستخلاص عينة البحث العلمي من خلال اختيار الأفراد بناءً على نظرية الاحتمال، وتشمل هذه الطريقة مجتمع الدراسة بشكل كامل، بمعنى أن جميع أفراد المجتمع لديهم فرص متساوية في أن يتم اختيارهم ليكونوا ضمن عينة الدراسة، بالتالي لا يمكن أن يكون هناك أي تحيز في اختيار العينات، أي أن اختيار العينة يتم بشكل عشوائي غير مقصود، ومن أهم صفات العينات الاحتمالية أنه يمكن تعميمها على كامل مجتمع الدراسة على خلاف العينات غير الاحتمالية.

 

ويمكن تصنيف أخذ العينات الاحتمالية إلى أربعة طرق مختلفة، وهي:

 

أخذ العينات العشوائية البسيطة (العينة العشوائية البسيطة): وهي الطريقة المباشرة لأخذ العينات، وفيها يكون لدى أفراد المجتمع فرص متساوية ليكونوا ضمن عينة البحث العلمي، ويتم الاختيار بطريقة عشوائية بحتة.

مثال: إذا كان عميد الجامعة يرغب في جمع بعض تعليقات الطلاب حول تصورهم للمعلمين ومستوى التعليم، فجميع طلاب الجامعة من المحتمل أن يكونوا ضمن العينة التي يريد العميد أن تشمل 100 طالب فقط.

 

أخذ العينات العنقودية (العينة العنقودية): يتم في هذه الطريقة تقسيم مجتمع الدراسة إلى مجموعات متساوية حسب البيانات الديموغرافية كالعمر والجنس والمؤهل العلمي وما إلى ذلك، هذا يعني أن في هذه الطريقة لا يتم التعامل مع العينة كأفراد بل كمجموعات، ثم يتم تقسيم تلك المجموعات إلى عناقيد، ومن هذه العناقيد يتم أخذ عينة عشوائية نهائية تضم أفراداً من جميع المجموعات ليتم إجراء الدراسة عليها، مما يسهل الحصول على استنتاجات ونتائج عملية بناءً على البيانات التي قدمها أفراد العينة، وتجعل هذه الطريقة عملية جمع البيانات أكثر عمقاً، وتوفر رؤى قابلة للتطبيق.

 

مثال: إذا أرادت إحدى شركات الأدوية جمع البيانات حول الآثار الجانبية الضارة لدواء معين، فيمكنها تقسيم واحدة من الدول التي تصدر لها ذلك الدواء إلى عناقيد ديموغرافية، ثم استخلاص عينة نهائية من تلك العناقيد ليتم دراستها، بعد ذلك تعميم النتائج على مجتمع الدراسة بشكل كامل.

 

أخذ العينات المنهجي (العينة المنتظمة): تعتبر هذه الطريقة الأقل استهلاكاً للوقت، حيث يختار الباحث عينته من مجتمع الدراسة بشكل منهجي ومنظم، وعلى فترات زمنية منتظمة، حيث يتم تقسيم العدد الكلي لمجتمع الدراسة على حجم العينة المطلوبة، ومن ثم توزيع أفراد مجتمع الدراسة بشكل منتظم على ناتج القسمة.

 

مثال: إذا كان مجتمع الدراسة (3000) فرد، وأراد الباحث اختيار (150) فرد كعينة لدراسته، فسيكون توزيع مجتمع الدراسة حسب المعادلة التالية: 3000÷150=20 وبناءً على الناتج يتحدد رقم عناصر أفراد عينة البحث العلمي، أي يجب أن يكون الاسم الأول أقل من 20، على سبيل المثال 3، ثم يتم توزيع العينة على بقية الأسماء بالشكل الآتي: أول رقم هو(3)، أما الرقم الثاني فهو(3+20=23) والثالث (43)، ثم (63) ثم (83) ثم (103)… هكذا يكون الباحث قد أعطى الفرصة لجميع أفراد مجتمع الدراسة ليكونوا ضمن العينة بشكل منهجي منتظم.

 

أخذ العينات العشوائية الطبقية (العينة العشوائية الطبقية): هي طريقة لتقسيم مجتمع الدراسة إلى فئات مميزة محددة مسبقاً في مرحلة تصميم البحث. وفي هذه الطريقة، لا يتداخل أفراد العينة ولكن يمثلون بشكل جماعي مجتمع الدراسة.

مثال: يمكن للباحث الذي يتطلع إلى تحليل أشخاص من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة أن يميز أفراد عينة البحث العلمي من خلال رواتبهم السنوية، بالتالي يمكنه تشكيل مجموعات أصغر من الأشخاص أو العينات.

 

 

ثانياً: أخذ العينات غير الاحتمالية (القصدية).

تعتمد طريقة أخذ العينات غير الاحتمالية على تقديرات الباحث لاختيار عينة البحث العلمي، كما يقوم هذا النوع من العينات في الغالب على قدرة الباحث أو الإحصائي على الوصول إلى العينة، ويتم استخدام طريقة أخذ العينات غير الاحتمالية من أجل إجراء البحوث التمهيدية التي تهدف إلى استنباط فرضية حول الموضوع المدروس.

وفي طرق أخذ العينات القصدية أو غير الاحتمالية لا يتمتع كل فرد من مجتمع الدراسة بفرصة أن يتم اختياره كجزء من العينة، كما أن من الجدير بالذكر أن في طرق أخذ العينات غير الاحتمالية، لا يمكن تعميم النتائج على مجتمع الدراسة بشكل كامل، فالنتائج تنطبق فقط على العينة القصدية التي تم اختيارها بواسطة طرق أخذ العينات غير الاحتمالية.

 

ويمكن تصنيف أخذ العينات غير الاحتمالية إلى أربعة طرق مختلفة، وهي:

 

طريقة أخذ العينات الملائمة (المريحة): إن الهدف الأول من هذه الطريقة هي تسهيل الوصول إلى العينة، أي أخذ العينات بشكل مريح وملائم، وبدون أي تحكم في ظروف الاختيار، ويتم ذلك على أساس قرب الباحث من أفراد العينة مكانياً، ويتم استخدام هذه الطريقة عندما يكون هناك قيود زمنية، أو تكلفة مالية عالية من أجل الوصول إلى العينة.

 

مثال: إذا أراد الباحث أن يجري مسحاً لانطباعات مجتمع الدراسة حول منتج معين، فهو سيختار المركز التجاري الأقرب لمكان سكنه، ليجري المسح على زبائنه الذين يشترون المنتج الذي يشكل موضوع الدراسة.

 

أخذ العينات الحُكمية: وتسمى أيضاً هذه الطريقة بالهادفة، أو الموثوقة، وهي طريقة لتطوير عينة على أساس تقديرات الباحث وفهمه لمجتمع الدراسة وطبيعة الدراسة، وفي طريقة أخذ العينات هذه، يتم اختيار الأشخاص الذين يتناسبون مع معايير البحث والأهداف النهائية بشكل صارم، ويتم استبعاد الباقي.

 

مثال: إذا كان موضوع البحث هو فهم الجامعة التي يفضلها الطالب لنيل درجة الماجستير، فيطرح الباحث سؤال أولي بمثابة عملية تصفية، كالسؤال التالي: (هل ترغب في الحصول على درجة الماجستير؟)، بعد ذلك يقوم باستثناء جميع الأشخاص الذين أجابوا بـ (لا).

 

أخذ عينات كرة الثلج (Snowball Sampling): وتسمى أيضاً بعينة سلسلة الإحالة، وهي  طريقة غير احتمالية لأخذ العينات، وتتميز بأنها تضم أفراد يملكون سمات مميزة وفريدة. وفي هذه الطريقة يقترح أفراد العينة الحاليون أشخاصاً آخرين يعتقدون بأنهم مناسبون لأهداف الدراسة، أو من الممكن أن يقوم أفراد العينة بعمل الباحث من خلال البدء بجمع المعلومات والبيانات من أشخاص يعرفونهم، وعادة ما يتم استخدام طريقة عينات كرة الثلج في المشكلات البحثية الحساسة.

مثال: أثناء جمع البيانات من أفراد العينة حول موضوع حساس مثل الإيدز، لا يقدم الأفراد الحاليون معلومات حول القضية، بل يقومون بعمل الباحث، حيث يبدأون بجمع المعلومات والبيانات حول مرض الإيدز من أشخاصٍ يعرفونهم.

 

أخذ العينات الحصصية (عينة الحصة): في هذه الطريقة يكون للباحث الحرية في اختيار العينة بناءً على تقسيمه للمجتمع إلى طبقات أو مستويات يحددها الباحث، والسمة الأساسية لهذه الطريقة هي أنه لا يمكن أن يتواجد في العينة شخصان يعيشان في ظروف مختلفة.

مثال: عندما ترغب إحدى شركات الأحذية النسائية أن تفهم تصور الجيل الجديد للعلامات التجارية، فهي ستختار النساء من مستوى معين لهذه الدراسة، حيث أن هدف البحث هو جمع التعليقات حول نوع محدد من الأحذية النسائية (سواءً كان نوع فاخر، أو متوسط الجودة).

 

كيفية تحديد حجم عينة البحث العلمي:

إن فاعلية التحليل الإحصائي للبيانات تعتمد بشكل أساسي على مدى ملائمة حجم عينة البحث العلمي، هذا ما يجعلنا نسأل الأسئلة التالية، هل يوجد عدد نموذجي يجب ألا تتجاوزه العينة أو تقل عنه؟ ما هي المؤشرات التي تحدد حجم العينة؟ وما هي طرق توزيع الاستطلاعات؟

للإجابة عن الأسئلة السابقة، من المهم أن نفهم المتغيرات التالية بشكل واضح، والتي تشكل العوامل الأساسية التي تتحكم بحجم عينة البحث العلمي، وهي:

 

  1. حجم مجتمع الدراسة: أي كل الأشخاص الذين تمثلهم العينة. وغالباً ما يكون حجم مجتمع الدراسة ضخماً للغاية.
  2. هامش الخطأ (مجال الثقة): يتم تمثيل هامش الخطأ بنسبة مئوية تُعد استنتاجاً إحصائياً حول الثقة في عينة البحث العلمي التي تصور وجهات النظر الفعلية لمجتمع الدراسة.
  3. مستوى الثقة: يقيس هذا المستوى أين يقع المتوسط ​​الفعلي ضمن فاصل الثقة، ومستويات الثقة الأكثر شيوعًا هي 90٪ و 95٪ و 99٪.
  4. الانحراف المعياري: يغطي هذا المقياس التباين في المسوحات، والرقم الآمن الذي يجب مراعاته هو 5,0 ، مما يعني أن حجم العينة يجب أن يكون بهذا الحجم.

 

مميزات استخدام طرق أخذ عينة البحث العلمي:

هناك العديد من المميزات لاستخدام طرق أخذ عينة البحث العلمي، أهمها:

 

  1. انخفاض التكلفة والوقت: نظرًا لأن استخدام العينة يقلل من عدد الأشخاص الذين يجب الوصول إليهم فإن ذلك يقلل التكلفة والوقت.

 

  1. تقليل استخدام الموارد: من الواضح أنه إذا كان عدد الأشخاص المشاركين في دراسة بحثية قليل، فإن الموارد المطلوبة تكون أيضًا قليلة.

 

  1. دقة البيانات: نظرًا لأن العينة تمثل مجتمع الدراسة، فإن البيانات التي تم جمعها دقيقة للغاية.

 

  1. يوفر بيانات مكثفة وشاملة: نظرًا لوجود أفراد عينة أقل، فإن البيانات التي يتم جمعها ستكون مكثفة وشاملة، حيث أنه تم منح المزيد من الوقت والجهد لكل فرد من أفراد العينة بشكل منفرد بدلاً من الاضطرار إلى جمع البيانات من الكثير من الأشخاص، دون اهتمام كبير بهم كأفراد.

 

  1. إمكانية تطبيق النتائج وتعميمها على مجتمع الدراسة بالكامل (في طرق أخذ العينات الاحتمالية).

 

طالع أيضاً: أخلاقيات البحث العلمي.

 

عينة البحث العلمي

عينة البحث العلميعينة البحث العلمي

 

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية لتعرف كل جديد
الاسم الكريم